القارئ الفاتح محمد الزبير
كانت الجمهورية السودانية في وقت سابق، خاصة في أواخر القرن التاسع عشر قبلة لطلاب العلوم الإسلامية وذلك لاشتهارها بكثرة الشيوخ وخلاوي تحفيظ القرآن، غير أن هذا الازدهار أخد يخفت مع توالي السنين حتى أصبحت الجمهورية تعرف بقراء يعدون على رؤوس الأصابع، لعل أبرزهم الشيخ الفاتح الزبير، الإمام والمقرئ الذي استطاع أن يخلق لنفسه جمهورا واسعا من المستمعين بفضل فرادة صوته.
تمكن الشيخ الزبير من حفظ القرآن الكريم كاملا في سن مبكرة، وذلك بالاعتماد على الطريقة التقليدية في الحفظ التي كانت منتشرة في السودان، أي من خلال الكتابة على اللوح ومراجعة الحفظ جهرا على مشرف الخلوة، بعد ذلك التحق بجامعة القرآن الكريم بالخرطوم متخصصا في الدراسات الإسلامية.
يحظى الشيخ الفاتح الزبير بمكانة اجتماعية عالية في السودان، وذلك بفضل إشرافه على "خلوة الزبير" التي ورثها عن والده، والتي تعمل على تخريج المئات من حفظة القرآن الكريم، إلى جانب توليه إمامة مسجد الزبير الكبير بأم درمان.
هذا ويعتبر الشيخ الزبير تجسيدا لخصوصية أهل السودان في تلاوة القرآن المعتمدة على رواية أبو عمر الدوري، "وهي الرواية التي تكاد تنفرد بها السودان عن سائر الأقطار الأخرى"، حيث يتميز بنبرته الغليظة والحادة مما يخلق حالة من الطرب لدى المستمع.
أغنى الشيخ الشيخ الفاتح الزبير مكتبة السودان الصوتية بالعديد من التسجيلات القرآنية التي تذيعها القنوات السودانية إلى جانب تسجيل مصحف مرتل يتم توزيعه بمختلف مدن الجمهورية.
نترككم مع الاستماع والتحميل :
دعواتكم لنا في ظهر الغيب
ليست هناك تعليقات