مضمون سور القرآن الكريم ~ من سورة الأنبياء الى سورة الروم
والمتأمل في سور الكتاب الكريم، والمتدبر لآياته بما تضمنته من أحكام وأخبار ووصايا، يجد أنه اهتم بشكل رئيس بمقاصد هذا الدين عامة، وكلياته الأساسية، ولم يُعرج على تفاصيل الأحكام إلا في مواضع قليلة ومواطن محددة؛ وذلك أن القرآن كتاب كل زمان ومكان، وكتاب الماضي والحاضر والمستقبل، فاقتضى الحال أن يكون خطابه عاماً وكليًّا، وبما هو أساسي ومقصدي، ومن هنا جاءت كل سورة من سوره تبرز مقصداً رئيساً، وهدفاً كليًّا تدور حوله السورة، وتحوم عليه، إبرازاً له وتأكيداً عليه.
وقد تنبه العلماء -المتقدمون منهم والمتأخرون- على المنحى المقصدي في القرآن، فتحدثوا عنه إجمالاً وتفصيلاً، وأصالة وتبعاً، إلى أن تشكل لديهم علم مهم، له ملامحه ومعالمه، وهو علم مقاصد وأغراض سور القرآن.
سورة تعالج موضوع العقيدة الإسلامية في ميادينها الكبيرة ( الرسالة و الوحدانية و البعث والجزاء ) وتتحدث عن الساعة وشدائدها ، والقيامة وأهوالها ، وعن قصص الأنبياء والمرسلين .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن غفلة الناس وتكذيبهم بالله تعالى وبالحساب والعقاب بينما تلوح القيامة لهم وهم لاهون عن ذلك اليوم الرهيب، ، من قوله تعالى : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ {1} ) إلى قوله تعالى : ( فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ {15} )
2- أقامت الأدلة والبراهين على وحدانية الله وبطلان تعدد الآلهة ، من قوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {16} ) إلى قوله تعالى : (... بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24} )
3- ذكرت أن دعوة الرسل جميعاً إنما جاءت لبيان التوحيد ، ثم ذكرت بقية الأدلة على قدرة الله ووحدانيته في هذا الكون العجيب ، من قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ {25} ) إلى قوله تعالى : ( وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ {50} )
4- لما ذكرت الآيات الدلائل على التوحيد والنبوة ، أتبعت ذلك بذكر قصص الأنبياء وما نالهم من ابتلاء ، تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ليتأسى بهم في الصبر واحتمال الأذى في سبيل الله . فذكرت الآيات قصص ( إبراهيم ونوح ولوط وداود وسليمان )عليهم السلام ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ {51} ) إلى قوله تعالى : ( وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ {82} )
5- ذكرت الآيات محنة كل من يونس وزكريا وعيسى عليهم السلام ، تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم كي يتأسى بهم في الصبر ، من قوله تعالى : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {83} ) إلى قوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ {112} )
هي سورة تتناول جوانب التشريع ، وموضوعها هو موضوع الإيمان والتوحيد والإنذار والتخويف والبعث والجزاء ومشاهد القيامة وأهوالها ، وقد ذكرت السورة بعض المواضيع التشريعية كالإذن بالقتال ، وأحكام الحج ، والهدي ، والأمر بالجهاد.
1- ابتدأت السورة بمطلع عنيف مخيف بالحديث عن يوم القيامة ، ثم انتقلت لتقيم البراهين على البعث بعد الفناء ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ {7} )
2- انتقلت الآيات لتتحدث عن أهل السعادة وأهل الشقاوة ،من قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {8} ) إلى قوله تعالى : ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ {18} {سجدة} )
3- تحدثت الآيات عما دار بين أهل السعادة والشقاء من الخصومة في دينه وعبادته ، من قوله تعالى : ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ {19} ) إلى قوله تعالى : ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ {24} )
4- ذكرت عظم حرمة البيت العتيق وبناء الخليل إبراهيم له ، وتحدثت عن عظم كفر هؤلاء المشركين الذين يصدون الناس عن المسجد الحرام ، من قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء.... {25} ) إلى قوله تعالى : ( كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ {37} )
5- لما بينت الآيات مناسك الحج وما فيها من منافع في الدنيا والآخرة وأن الكفار صدوا عن المسجد الحرام ، ذكرت هنا أنه تعالى يدافع عن الذين آمنوا ، وذكرت حكمة مشروعية القتال ومنها : الدفاع عن المقدسات ، وحماية المستضعفين ، وتمكين المؤمنين من عبادة الله ،من قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ {38} ) إلى قوله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ { 62} )
6- لما ذكرت الآيات ما يدلّ على قدرته الباهرة من إيلاج الليل في النهار والنهار في الليل وبين نعمه ، أتبعته هنا بأنواع الدلائل على قدرة الله تعالى وحكمته وجعلها كالمقدمة لإثبات البعث والمعاد .
7- ختمت السورة بدعوة المؤمنين إلى عبادة الله الواحد الأحد ، من قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ {63} ) إلى قوله تعالى ( ... وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78} ).
من السور التي تعالج أصول الدين ( من التوحيد ، والرسالة والبعث ) سميت باسم ( المؤمنون ) تخليدا لهم وإشادة بمآثرهم وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها ميراث الفردوس الأعلى في الجنة .
1- ابتدأت السورة بالإشادة بصفات المؤمنين وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها جنات النعيم ،.. من قوله تعالى :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} ) إلى قوله تعالى : ( أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {11} )
2- عرضت السورة الكريمة لدلائل القدرة والوحدانية مصورة في هذا الكون العجيب في الإنسان والحيوان والنبات ثم في خلق السماوات البديعة وفي الآيات الكونية في العالم المنظور والتي تدل على وجود الله جل وعلا ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ) إلى قوله تعالى : ( وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ {22} )
3- عرضت قصص بعض الأنبياء تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما يلقاه من أذى المشركين فذكرت قصة نوح عليه السلام ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ {23} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ {30} )
4- ذكرت قصة هود عليه السلام لأخذ العظة والاعتبار وبينت عاقبة الجحود والكفر برسل الله وآياته ، من قوله تعالى : ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ {31} ) إلى قوله تعالى : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ {44} )
5- ذكرت الآيات قصة موسى عليه السلام داعية الرسل لعمل الصالحات فهم المثل والقدوة ، من قوله تعالى : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {45} ) إلى قوله تعالى : ( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ {52} )
6- عرضت لكفار مكة وعنادهم ومكابرتهم للحق وتفرقهم واختلافهم ، وذلك ليجتنب الإنسان طرق أهل الضلال ، من قوله تعالى : ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {53} ) إلى قوله تعالى : ( وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ {74} )
7- ذكر ت بعدها سبب إعراض المشركين عن الله تعالى واتباع أوامره والسبب هو العناد والطغيان من قوله تعالى : ( وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {75} ) إلى قوله تعالى : ( لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {83} )
8- أقامت الأدلة على التوحيد ، ثم ذكرت أحوال الآخرة وانقسام الناس إلى سعداء وأشقياء ، ( قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {84} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ {98} )
9- ختمت السورة ببيان حال العصاة وتمنيهم العودة لعمل الخير وبيان عذابهم في جهنم ، كما ذكرت جزاء المؤمنين وفوزهم برضوان الله تعالى وذلك بهدف الدعوة للتوبة قبل انقضاء الأجل ،من قوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {99} ) إلى قوله تعالى : ( وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {118} )
من السور التي تتـناول الأحكام التشريعية وتعنى بأمور الأخلاق وتهتم بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يربى عليها المسلمون أفرادا وجماعات .
1- ذكرت بعض الحدود الشرعية التي فرضها الله تعالى على الناس ، كحد الزنى وحد القذف وحد اللعان ، التي شرعت تطهيرا للمجتمع من الفساد والفوضى واختلاط الأنساب والانحلال الخلقي ، وحفظاً للأمة من عوامل التردي والانحلال ، من قوله تعالى : ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ... {2} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ {10} )
2- انتقلت الآيات لتـتحدّث عن ( حادثة الإفك ) وردّة فعل كل من المؤمنين والمنافقين وشدّدت الوعيد والتهديد لمن يحب أن يشيع الفاحشة بين الناس دون دليل ، من قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ... {11} )، إلى قوله تعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ {20} )
3- أعقبت ذلك التحذير من سلوك طريق الشيطان الذي يدعو الإنسان للشر والفساد ، ثم ذكرت آداب الاستئذان والزيارة ، و أتبعتها بآيات غض البصر ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ... {21} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {34} ).
4- لمّا وصفت الآيات بأنه تعالى قد أنزل آيات مبينات ، وأقام الدلائل على وحدانيته واختصاصه بتشريع الأحكام التي فيها سعادة المجتمع أعقبته بذكر مثالين : أحدهما في بيان أن دلائل الوحدانية والإيمان في غاية الظهور. والثاني : في بيان أن أديان الكفرة في نهاية الظلمة والخفاء . من قوله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ... {35} ) إلى قوله تعالى : ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {52} )
5- لما ذكرت الآيات صفات المنافقين القبيحة ، أعقبت ذلك بذكر ما انطوت عليه نفوسهم من مكرٍ واحتيالٍ وحلفٍ كاذبٍ بأغلظ الأيمان .
6- ختمت السورة الكريمة بالتحذير من سلوك طريق المنافقين ، من قوله تعالى : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا... {53} ) إلى قوله تعالى : ( وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {64} ) .
تتضمن السورة الحديث عن أشياء ثلاثة : التوحيد والنبوة والمعاد .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن القرآن الذي تفنن المشركون بالطعن فيه و التكذيب له فجاء الرد عليهم بالأدلة والبراهين أنه تنـزيل رب العالمين، قال تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1} ) إلى قوله تعالى : ( .. لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً {21} ) .
2- تحدّثت عن بعض جرائم المشركين ، ثم ذكرت قصص بعض الأنبياء وما حلّ بأقوامهم المكذبين ، وذلك تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ، من قوله تعالى : ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً {22} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُوراً {40} ) .
3- ذكرت الآيات طرفاً من استهزاء المشركين وسخريتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فلم يقتصروا على تكذيبه فحسب ، بل زادوا عليه بالاستهزاء والاحتقار ، وذكرت الأدلة على وحدانيته وقدرته جل جلاله ، من قوله تعالى : ( وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً {41} ) إلى قوله تعالى : (...أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً {60} {سجدة} ) .
4- تحدّثت عن دلائل قدرة الله تعالى ووحدانيته و آثار خلقه في الكون البديع .
5- ختمت ببيان صفات عباد الرحمن وما أكرمهم الله به من صفات حميدة استحقوا عليها عظيم الأجر في جنات النعيم ، من قوله تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً {61} ) إلى قوله تعالى : ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً {77} ) .
عالجت السورة أصول الدين من ( التوحيد ، والرسالة ، والبعث ) .
1- ابتدأت السورة بموضوع القرآن العظيم الذي أنزله تعالى هداية للخلق ، وذكرت موقف المشركين منه فقد كذبوا به مع وضوح آياته وسطوع براهينه وطلبوا معجزة أخرى غير القرآن الكريم عناداً واستكباراً، قال تعالى : ( طسم {1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} ) إلى قوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {9} ) .
2- تحدثت السورة عن سبع قصص من قصص الرسل الكرام الذين بعثهم الله لهداية البشرية فبدأت بقصة موسى مع فرعون الجبار وانتهت ببيان العظة والعبرة من قصص الأمم الغابرة ، من قوله تعالى :( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {10} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {67} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {68} ) .
3- تناولت قصة إبراهيم الخليل عليه السلام وموقفه من أبيه وقومه حيث أقام لهم الأدلة على وحدانية الله تعالى فكذبوه وجحدوا بها ، من قوله تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ {69} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ {70} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {103} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {104} ) .
4- تتابعت الآيات في ذكر قصص الأنبياء نوح و هود و صالح ولوط وشعيب عليهم السلام وبينت سنة الله في معاملة المكذبين لرسله ، من قوله تعالى : ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ {105} إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ) إلى قوله تعالى : ( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {189} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {190} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {191} ) .
5- عادت الآيات للتنويه بشأن كتاب الله تفخيماً لشأنه وبياناً لمصدره، قال تعالى : ( وَإِنَّهُ لَتَنـزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} ) إلى قوله تعالى : ( فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {202} فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ {203} ).
6- ختمت السورة بالرد على افتراءات المشركين في زعمهم أن الشياطين تنـزل القرآن وهكذا تناسق البدء مع الختام ، من قوله تعالى : ( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ {204} أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ {205} ) إلى قوله تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ {227} ) .
اهتمّت السورة بأصول الدين من ( التوحيد والرسالة والبعث ).
1- تناولت الحديث عن القرآن الكريم معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الكبرى فوضحت أنه تنـزيل من حكيم عليم ، ثم تحدّثت عن قصص الأنبياء وبدأت بقصة موسى عليه السلام ، من قوله تعالى :( طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ {1} ) إلى قوله تعالى : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ {14} )
2- تحدثت عن قصة سليمان عليه السلام الذي جمع الله تعالى له الملك والنبوة وسخّر له الإنس والجن ، وعلمه منطق الطير وتذكر الآيات قصته مع بلقيس ملكة سبأ وما كان من أمور عجيبة حصلت في زمانه مما يرسخ الإيمان بالله تعالى ، من قوله تعالى : ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ {20} ) إلى قوله تعالى : (.. قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {44} )
3- ذكرت قصة النبي صالح وأعقبها بقصة لوط عليهما السلام ، وكل هذه القصص غرضها التذكير والاعتبار ، وبيان سنة الله تعالى في إهلاك المكذبين ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ {45} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ {58} )
4- ثم ذكرت بعد ذلك البراهين الدالة على وحدانية الله تعالى ، من قوله تعالى : ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ {59} ) إلى قوله تعالى : ( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ {66} )
5- ذكرت الآيات شبهات المشركين في الإيمان بالآخرة والبعث والنشور وأردفتها بذكر الدلائل القاطعة وذكر بعض الأهوال التي تكون بين يدي الساعة ، من قوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ {67} ) إلى قوله تعالى : ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {93} ) .
اهتمّت السورة بأصول الدين من ( التوحيد والرسالة والبعث ) وتتفق في أهدافها مع سورتي النمل والشعراء وهي تكمل أو تفصل ما أُجِمل في السورتين قبلها .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن قصة موسى عليه والسلام ،وطغيان فرعون وعلوّه وفساده في الأرض ، من قوله تعالى : ( طسم {1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {2}.. ) إلى قوله تعالى : ( ... إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ {19} ) .
2- انتقلت للحديث عن ولادة موسى عليه السلام وخوف أمه عليه من بطش فرعون و إلهام الله لها بإلقائه في اليمّ ليعيش معززاً مكرماً في حجر فرعون ،و بلوغ موسى عليه السلام سن الرشد وقتله للقبطي ، ثم هجرته لأرض مدين وزواجه بابنة شعيب عليه السلام ،وتكليف الله تعالى له بالعودة لدعوة فرعون . وتفصّل الأحداث مع فرعون إلى أن أغرقه الله تعالى في البحر عقابا له ، من قوله تعالى : ( وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى.. {20} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ {42} ) .
3- ذكرت نعمة الله تعالى على موسى كليم الله من إنزال التوراة من بعد ما أهلك فرعون وقومه ، ثم ذكرت نعمته تعالى على العرب بإنزال القرآن العظيم خاتم الكتب السماوية. وأخبرت عما يوبّخ به تعالى المشركين يوم القيامة ،من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ... {43} ) إلى قوله تعالى : ( وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {70} ) .
4- لما ذكرت الآيات بعض الأدلة على عظمة الله تعالى وسلطانه تذكيرا لعباده بوجوب شكر النعم ، وانتقلت الآيات للحديث عن قصة قارون واختياله وفخره على قومه وبغيه عليهم ، ثم عقب ذلك بأنه خسف به وبداره الأرض . كما أخبرت الآيات أن الدار الآخرة ونعيمها جعلها الله لعباده المؤمنين المتواضعين .
5- ختمت السورة بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإبلاغ الرسالة وبإخباره أنه سيرده إلى معاد وهو يوم القيامة وسيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة ، من قوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.. {71} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {88} ) .
وموضوعها : العقيدة في أصولها الكبرى ( الوحدانية والرسالة و البعث والجزاء )
ومحورها يدور حول : الإيمان و سنة الابتلاء في هذه الحياة ، لأن المسلمين في مكة كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدة .
1- ابتدأت الآيات بالحديث عن فريق من الناس يحسبون الإيمان كلمة تقال باللسان فإذا نزلت بهم المحنة انتكسوا إلى جحيم الضلال وارتدوا عن الإسلام ، وتَعِدُ المؤمنين بالله بتكفير ذنوبهم ومضاعفة حسناتهم ، وتأمر الآيات المؤمنين بالإحسان للوالدين كسبيل لكسب الحسنات ومحو الذنوب ، من قوله تعالى : ( الم {1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2} ) إلى قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ {9} )
2- انتقلت الآيات لتتحدث عن صفات المكذبين وعن كفار قريش الذين قالوا للمؤمنين ارجعوا عن دينكم وسنحمل خطاياكم، وبينت عاقبتهم تحذيرا من اتباع خطاهم ، من قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ .... {10} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ {13} )
3- تحدثت عن محنة الأنبياء وما لاقوه من شدائد في سبيل تبليغ رسالة الله فتتحدث عن قصة نوح وخليل الرحمن إبراهيم عليهما السلام ، وما في القصتين من عبر وعظات ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ {14} ) إلى قوله تعالى : ( وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {27} )
4- استمرت الآيات بالحديث عن قصص الأنبياء فذكرت قصة لوط ، شعيب ، هود ، صالح عليهم السلام ، على سبيل الاختصار لتبين عاقبة الله للمكذبين ، وأكدت أن الابتلاء سنّة كونية ، من قوله تعالى : ( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ {28} ) إلى قوله تعالى : ( ... وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {45} )
5- لما بيّن تعالى ضلال من اتخذ من دون الله أولياء وضرب المثل ببيت العنكبوت ، أمر هنا في الآيات بالتلطف في دعوة أهل الكتاب للإيمان ، ثم ذكر البراهين القاطعة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وصحة القرآن ، من قوله تعالى : ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ.. {46} ) إلى قوله تعالى : ( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {62} )
6- ختمت السورة الكريمة ببيان اغترار المشركين بالدنيا الفانية ، وتوعدهم بالعقاب الأليم ، ووعد المؤمنين بتبصيرهم سبل الله في الدنيا والآخرة ، من قوله تعالى : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ.... {63} ) إلى قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {69} )
تعالج السورة قضايا العقيدة الإسلامية في إطارها العام وميدانها الفسيح ( الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء ) .
1- ابتدأت السورة بالتنبؤ بحدث غيـبـي هام أخبر عنه القرآن الكريم قبل حدوثه ألا وهو : انتصار الروم على الفرس في الحرب التي ستقع بينهما قريبا ، وقد تحققت النبوءة وظهر صدق الوحي ، وهذا من أعظم معجزات القرآن، ، من قوله تعالى : ( الم {1} غُلِبَتِ الرُّومُ {2}..) إلى قوله تعالى : ( يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7} )
2- انتقلت الآيات بعدها لتتحدث عن أحوال الناس في الآخرة وعن قدرة الله تعالى على البدء ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ... {8} ) ، إلى قوله تعالى : (..وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19} )
3- ذكرت الآيات الأدلة على الربوبيّة والوحدانية في خلق البشر ، واختلاف الألسنة والصور ، وإحياء الأرض بالمطر ، وفي قيام الناس ومنامهم ، من قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ {20} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27} )
4- ثم وبخت للمشركين لعبادتهم غير الله مع أنه هو وحده الخالق والرازق ، من قوله تعالى : ( ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء... {28} ) إلى قوله تعالى ( .. هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {40} )
5- شنّع تعالى في الآيات الكريمة على المشركين في عبادتهم لغير الله ، وذكر في هذه الآيات الأسباب الموجبة للمحنة والابتلاء وهي : الكفر ، وانتشار المعاصي ، وكثرة الفجور ، والتي بسببها تقل الخيرات وترتفع البركات ، ، من قوله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {41}) إلى قوله تعالى : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {45} )
6- ضرب تعالى في الآيات الأمثال بهلاك الأمم السابقة ، تنبيها لقريش وأمرا لهم بالاعتبار بمن سبقهم من أمم كافرة ، ولأمرهم أيضا بالاستقامة في طاعة الله والمبادرة إلى الخيرات ، من قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ ... {46} ) إلى قوله تعالى : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ {60} )
سورة تعالج موضوع العقيدة الإسلامية في ميادينها الكبيرة ( الرسالة و الوحدانية و البعث والجزاء ) وتتحدث عن الساعة وشدائدها ، والقيامة وأهوالها ، وعن قصص الأنبياء والمرسلين .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن غفلة الناس وتكذيبهم بالله تعالى وبالحساب والعقاب بينما تلوح القيامة لهم وهم لاهون عن ذلك اليوم الرهيب، ، من قوله تعالى : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ {1} ) إلى قوله تعالى : ( فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ {15} )
2- أقامت الأدلة والبراهين على وحدانية الله وبطلان تعدد الآلهة ، من قوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {16} ) إلى قوله تعالى : (... بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24} )
3- ذكرت أن دعوة الرسل جميعاً إنما جاءت لبيان التوحيد ، ثم ذكرت بقية الأدلة على قدرة الله ووحدانيته في هذا الكون العجيب ، من قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ {25} ) إلى قوله تعالى : ( وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ {50} )
4- لما ذكرت الآيات الدلائل على التوحيد والنبوة ، أتبعت ذلك بذكر قصص الأنبياء وما نالهم من ابتلاء ، تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ليتأسى بهم في الصبر واحتمال الأذى في سبيل الله . فذكرت الآيات قصص ( إبراهيم ونوح ولوط وداود وسليمان )عليهم السلام ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ {51} ) إلى قوله تعالى : ( وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ {82} )
5- ذكرت الآيات محنة كل من يونس وزكريا وعيسى عليهم السلام ، تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم كي يتأسى بهم في الصبر ، من قوله تعالى : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {83} ) إلى قوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ {112} )
هي سورة تتناول جوانب التشريع ، وموضوعها هو موضوع الإيمان والتوحيد والإنذار والتخويف والبعث والجزاء ومشاهد القيامة وأهوالها ، وقد ذكرت السورة بعض المواضيع التشريعية كالإذن بالقتال ، وأحكام الحج ، والهدي ، والأمر بالجهاد.
1- ابتدأت السورة بمطلع عنيف مخيف بالحديث عن يوم القيامة ، ثم انتقلت لتقيم البراهين على البعث بعد الفناء ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ {7} )
2- انتقلت الآيات لتتحدث عن أهل السعادة وأهل الشقاوة ،من قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {8} ) إلى قوله تعالى : ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ {18} {سجدة} )
3- تحدثت الآيات عما دار بين أهل السعادة والشقاء من الخصومة في دينه وعبادته ، من قوله تعالى : ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ {19} ) إلى قوله تعالى : ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ {24} )
4- ذكرت عظم حرمة البيت العتيق وبناء الخليل إبراهيم له ، وتحدثت عن عظم كفر هؤلاء المشركين الذين يصدون الناس عن المسجد الحرام ، من قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء.... {25} ) إلى قوله تعالى : ( كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ {37} )
5- لما بينت الآيات مناسك الحج وما فيها من منافع في الدنيا والآخرة وأن الكفار صدوا عن المسجد الحرام ، ذكرت هنا أنه تعالى يدافع عن الذين آمنوا ، وذكرت حكمة مشروعية القتال ومنها : الدفاع عن المقدسات ، وحماية المستضعفين ، وتمكين المؤمنين من عبادة الله ،من قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ {38} ) إلى قوله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ { 62} )
6- لما ذكرت الآيات ما يدلّ على قدرته الباهرة من إيلاج الليل في النهار والنهار في الليل وبين نعمه ، أتبعته هنا بأنواع الدلائل على قدرة الله تعالى وحكمته وجعلها كالمقدمة لإثبات البعث والمعاد .
7- ختمت السورة بدعوة المؤمنين إلى عبادة الله الواحد الأحد ، من قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ {63} ) إلى قوله تعالى ( ... وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78} ).
من السور التي تعالج أصول الدين ( من التوحيد ، والرسالة والبعث ) سميت باسم ( المؤمنون ) تخليدا لهم وإشادة بمآثرهم وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها ميراث الفردوس الأعلى في الجنة .
1- ابتدأت السورة بالإشادة بصفات المؤمنين وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها جنات النعيم ،.. من قوله تعالى :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} ) إلى قوله تعالى : ( أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {11} )
2- عرضت السورة الكريمة لدلائل القدرة والوحدانية مصورة في هذا الكون العجيب في الإنسان والحيوان والنبات ثم في خلق السماوات البديعة وفي الآيات الكونية في العالم المنظور والتي تدل على وجود الله جل وعلا ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ) إلى قوله تعالى : ( وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ {22} )
3- عرضت قصص بعض الأنبياء تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما يلقاه من أذى المشركين فذكرت قصة نوح عليه السلام ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ {23} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ {30} )
4- ذكرت قصة هود عليه السلام لأخذ العظة والاعتبار وبينت عاقبة الجحود والكفر برسل الله وآياته ، من قوله تعالى : ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ {31} ) إلى قوله تعالى : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ {44} )
5- ذكرت الآيات قصة موسى عليه السلام داعية الرسل لعمل الصالحات فهم المثل والقدوة ، من قوله تعالى : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {45} ) إلى قوله تعالى : ( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ {52} )
6- عرضت لكفار مكة وعنادهم ومكابرتهم للحق وتفرقهم واختلافهم ، وذلك ليجتنب الإنسان طرق أهل الضلال ، من قوله تعالى : ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {53} ) إلى قوله تعالى : ( وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ {74} )
7- ذكر ت بعدها سبب إعراض المشركين عن الله تعالى واتباع أوامره والسبب هو العناد والطغيان من قوله تعالى : ( وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {75} ) إلى قوله تعالى : ( لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {83} )
8- أقامت الأدلة على التوحيد ، ثم ذكرت أحوال الآخرة وانقسام الناس إلى سعداء وأشقياء ، ( قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {84} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ {98} )
9- ختمت السورة ببيان حال العصاة وتمنيهم العودة لعمل الخير وبيان عذابهم في جهنم ، كما ذكرت جزاء المؤمنين وفوزهم برضوان الله تعالى وذلك بهدف الدعوة للتوبة قبل انقضاء الأجل ،من قوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {99} ) إلى قوله تعالى : ( وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {118} )
من السور التي تتـناول الأحكام التشريعية وتعنى بأمور الأخلاق وتهتم بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يربى عليها المسلمون أفرادا وجماعات .
1- ذكرت بعض الحدود الشرعية التي فرضها الله تعالى على الناس ، كحد الزنى وحد القذف وحد اللعان ، التي شرعت تطهيرا للمجتمع من الفساد والفوضى واختلاط الأنساب والانحلال الخلقي ، وحفظاً للأمة من عوامل التردي والانحلال ، من قوله تعالى : ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ... {2} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ {10} )
2- انتقلت الآيات لتـتحدّث عن ( حادثة الإفك ) وردّة فعل كل من المؤمنين والمنافقين وشدّدت الوعيد والتهديد لمن يحب أن يشيع الفاحشة بين الناس دون دليل ، من قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ... {11} )، إلى قوله تعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ {20} )
3- أعقبت ذلك التحذير من سلوك طريق الشيطان الذي يدعو الإنسان للشر والفساد ، ثم ذكرت آداب الاستئذان والزيارة ، و أتبعتها بآيات غض البصر ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ... {21} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {34} ).
4- لمّا وصفت الآيات بأنه تعالى قد أنزل آيات مبينات ، وأقام الدلائل على وحدانيته واختصاصه بتشريع الأحكام التي فيها سعادة المجتمع أعقبته بذكر مثالين : أحدهما في بيان أن دلائل الوحدانية والإيمان في غاية الظهور. والثاني : في بيان أن أديان الكفرة في نهاية الظلمة والخفاء . من قوله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ... {35} ) إلى قوله تعالى : ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {52} )
5- لما ذكرت الآيات صفات المنافقين القبيحة ، أعقبت ذلك بذكر ما انطوت عليه نفوسهم من مكرٍ واحتيالٍ وحلفٍ كاذبٍ بأغلظ الأيمان .
6- ختمت السورة الكريمة بالتحذير من سلوك طريق المنافقين ، من قوله تعالى : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا... {53} ) إلى قوله تعالى : ( وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {64} ) .
تتضمن السورة الحديث عن أشياء ثلاثة : التوحيد والنبوة والمعاد .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن القرآن الذي تفنن المشركون بالطعن فيه و التكذيب له فجاء الرد عليهم بالأدلة والبراهين أنه تنـزيل رب العالمين، قال تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1} ) إلى قوله تعالى : ( .. لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً {21} ) .
2- تحدّثت عن بعض جرائم المشركين ، ثم ذكرت قصص بعض الأنبياء وما حلّ بأقوامهم المكذبين ، وذلك تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ، من قوله تعالى : ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً {22} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُوراً {40} ) .
3- ذكرت الآيات طرفاً من استهزاء المشركين وسخريتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فلم يقتصروا على تكذيبه فحسب ، بل زادوا عليه بالاستهزاء والاحتقار ، وذكرت الأدلة على وحدانيته وقدرته جل جلاله ، من قوله تعالى : ( وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً {41} ) إلى قوله تعالى : (...أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً {60} {سجدة} ) .
4- تحدّثت عن دلائل قدرة الله تعالى ووحدانيته و آثار خلقه في الكون البديع .
5- ختمت ببيان صفات عباد الرحمن وما أكرمهم الله به من صفات حميدة استحقوا عليها عظيم الأجر في جنات النعيم ، من قوله تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً {61} ) إلى قوله تعالى : ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً {77} ) .
عالجت السورة أصول الدين من ( التوحيد ، والرسالة ، والبعث ) .
1- ابتدأت السورة بموضوع القرآن العظيم الذي أنزله تعالى هداية للخلق ، وذكرت موقف المشركين منه فقد كذبوا به مع وضوح آياته وسطوع براهينه وطلبوا معجزة أخرى غير القرآن الكريم عناداً واستكباراً، قال تعالى : ( طسم {1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} ) إلى قوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {9} ) .
2- تحدثت السورة عن سبع قصص من قصص الرسل الكرام الذين بعثهم الله لهداية البشرية فبدأت بقصة موسى مع فرعون الجبار وانتهت ببيان العظة والعبرة من قصص الأمم الغابرة ، من قوله تعالى :( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {10} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {67} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {68} ) .
3- تناولت قصة إبراهيم الخليل عليه السلام وموقفه من أبيه وقومه حيث أقام لهم الأدلة على وحدانية الله تعالى فكذبوه وجحدوا بها ، من قوله تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ {69} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ {70} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {103} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {104} ) .
4- تتابعت الآيات في ذكر قصص الأنبياء نوح و هود و صالح ولوط وشعيب عليهم السلام وبينت سنة الله في معاملة المكذبين لرسله ، من قوله تعالى : ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ {105} إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ) إلى قوله تعالى : ( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {189} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {190} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {191} ) .
5- عادت الآيات للتنويه بشأن كتاب الله تفخيماً لشأنه وبياناً لمصدره، قال تعالى : ( وَإِنَّهُ لَتَنـزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} ) إلى قوله تعالى : ( فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {202} فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ {203} ).
6- ختمت السورة بالرد على افتراءات المشركين في زعمهم أن الشياطين تنـزل القرآن وهكذا تناسق البدء مع الختام ، من قوله تعالى : ( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ {204} أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ {205} ) إلى قوله تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ {227} ) .
اهتمّت السورة بأصول الدين من ( التوحيد والرسالة والبعث ).
1- تناولت الحديث عن القرآن الكريم معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الكبرى فوضحت أنه تنـزيل من حكيم عليم ، ثم تحدّثت عن قصص الأنبياء وبدأت بقصة موسى عليه السلام ، من قوله تعالى :( طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ {1} ) إلى قوله تعالى : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ {14} )
2- تحدثت عن قصة سليمان عليه السلام الذي جمع الله تعالى له الملك والنبوة وسخّر له الإنس والجن ، وعلمه منطق الطير وتذكر الآيات قصته مع بلقيس ملكة سبأ وما كان من أمور عجيبة حصلت في زمانه مما يرسخ الإيمان بالله تعالى ، من قوله تعالى : ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ {20} ) إلى قوله تعالى : (.. قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {44} )
3- ذكرت قصة النبي صالح وأعقبها بقصة لوط عليهما السلام ، وكل هذه القصص غرضها التذكير والاعتبار ، وبيان سنة الله تعالى في إهلاك المكذبين ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ {45} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ {58} )
4- ثم ذكرت بعد ذلك البراهين الدالة على وحدانية الله تعالى ، من قوله تعالى : ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ {59} ) إلى قوله تعالى : ( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ {66} )
5- ذكرت الآيات شبهات المشركين في الإيمان بالآخرة والبعث والنشور وأردفتها بذكر الدلائل القاطعة وذكر بعض الأهوال التي تكون بين يدي الساعة ، من قوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ {67} ) إلى قوله تعالى : ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {93} ) .
اهتمّت السورة بأصول الدين من ( التوحيد والرسالة والبعث ) وتتفق في أهدافها مع سورتي النمل والشعراء وهي تكمل أو تفصل ما أُجِمل في السورتين قبلها .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن قصة موسى عليه والسلام ،وطغيان فرعون وعلوّه وفساده في الأرض ، من قوله تعالى : ( طسم {1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {2}.. ) إلى قوله تعالى : ( ... إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ {19} ) .
2- انتقلت للحديث عن ولادة موسى عليه السلام وخوف أمه عليه من بطش فرعون و إلهام الله لها بإلقائه في اليمّ ليعيش معززاً مكرماً في حجر فرعون ،و بلوغ موسى عليه السلام سن الرشد وقتله للقبطي ، ثم هجرته لأرض مدين وزواجه بابنة شعيب عليه السلام ،وتكليف الله تعالى له بالعودة لدعوة فرعون . وتفصّل الأحداث مع فرعون إلى أن أغرقه الله تعالى في البحر عقابا له ، من قوله تعالى : ( وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى.. {20} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ {42} ) .
3- ذكرت نعمة الله تعالى على موسى كليم الله من إنزال التوراة من بعد ما أهلك فرعون وقومه ، ثم ذكرت نعمته تعالى على العرب بإنزال القرآن العظيم خاتم الكتب السماوية. وأخبرت عما يوبّخ به تعالى المشركين يوم القيامة ،من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ... {43} ) إلى قوله تعالى : ( وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {70} ) .
4- لما ذكرت الآيات بعض الأدلة على عظمة الله تعالى وسلطانه تذكيرا لعباده بوجوب شكر النعم ، وانتقلت الآيات للحديث عن قصة قارون واختياله وفخره على قومه وبغيه عليهم ، ثم عقب ذلك بأنه خسف به وبداره الأرض . كما أخبرت الآيات أن الدار الآخرة ونعيمها جعلها الله لعباده المؤمنين المتواضعين .
5- ختمت السورة بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإبلاغ الرسالة وبإخباره أنه سيرده إلى معاد وهو يوم القيامة وسيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة ، من قوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.. {71} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {88} ) .
وموضوعها : العقيدة في أصولها الكبرى ( الوحدانية والرسالة و البعث والجزاء )
ومحورها يدور حول : الإيمان و سنة الابتلاء في هذه الحياة ، لأن المسلمين في مكة كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدة .
1- ابتدأت الآيات بالحديث عن فريق من الناس يحسبون الإيمان كلمة تقال باللسان فإذا نزلت بهم المحنة انتكسوا إلى جحيم الضلال وارتدوا عن الإسلام ، وتَعِدُ المؤمنين بالله بتكفير ذنوبهم ومضاعفة حسناتهم ، وتأمر الآيات المؤمنين بالإحسان للوالدين كسبيل لكسب الحسنات ومحو الذنوب ، من قوله تعالى : ( الم {1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2} ) إلى قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ {9} )
2- انتقلت الآيات لتتحدث عن صفات المكذبين وعن كفار قريش الذين قالوا للمؤمنين ارجعوا عن دينكم وسنحمل خطاياكم، وبينت عاقبتهم تحذيرا من اتباع خطاهم ، من قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ .... {10} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ {13} )
3- تحدثت عن محنة الأنبياء وما لاقوه من شدائد في سبيل تبليغ رسالة الله فتتحدث عن قصة نوح وخليل الرحمن إبراهيم عليهما السلام ، وما في القصتين من عبر وعظات ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ {14} ) إلى قوله تعالى : ( وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {27} )
4- استمرت الآيات بالحديث عن قصص الأنبياء فذكرت قصة لوط ، شعيب ، هود ، صالح عليهم السلام ، على سبيل الاختصار لتبين عاقبة الله للمكذبين ، وأكدت أن الابتلاء سنّة كونية ، من قوله تعالى : ( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ {28} ) إلى قوله تعالى : ( ... وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {45} )
5- لما بيّن تعالى ضلال من اتخذ من دون الله أولياء وضرب المثل ببيت العنكبوت ، أمر هنا في الآيات بالتلطف في دعوة أهل الكتاب للإيمان ، ثم ذكر البراهين القاطعة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وصحة القرآن ، من قوله تعالى : ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ.. {46} ) إلى قوله تعالى : ( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {62} )
6- ختمت السورة الكريمة ببيان اغترار المشركين بالدنيا الفانية ، وتوعدهم بالعقاب الأليم ، ووعد المؤمنين بتبصيرهم سبل الله في الدنيا والآخرة ، من قوله تعالى : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ.... {63} ) إلى قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {69} )
تعالج السورة قضايا العقيدة الإسلامية في إطارها العام وميدانها الفسيح ( الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء ) .
1- ابتدأت السورة بالتنبؤ بحدث غيـبـي هام أخبر عنه القرآن الكريم قبل حدوثه ألا وهو : انتصار الروم على الفرس في الحرب التي ستقع بينهما قريبا ، وقد تحققت النبوءة وظهر صدق الوحي ، وهذا من أعظم معجزات القرآن، ، من قوله تعالى : ( الم {1} غُلِبَتِ الرُّومُ {2}..) إلى قوله تعالى : ( يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7} )
2- انتقلت الآيات بعدها لتتحدث عن أحوال الناس في الآخرة وعن قدرة الله تعالى على البدء ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ... {8} ) ، إلى قوله تعالى : (..وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19} )
3- ذكرت الآيات الأدلة على الربوبيّة والوحدانية في خلق البشر ، واختلاف الألسنة والصور ، وإحياء الأرض بالمطر ، وفي قيام الناس ومنامهم ، من قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ {20} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27} )
4- ثم وبخت للمشركين لعبادتهم غير الله مع أنه هو وحده الخالق والرازق ، من قوله تعالى : ( ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء... {28} ) إلى قوله تعالى ( .. هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {40} )
5- شنّع تعالى في الآيات الكريمة على المشركين في عبادتهم لغير الله ، وذكر في هذه الآيات الأسباب الموجبة للمحنة والابتلاء وهي : الكفر ، وانتشار المعاصي ، وكثرة الفجور ، والتي بسببها تقل الخيرات وترتفع البركات ، ، من قوله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {41}) إلى قوله تعالى : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {45} )
6- ضرب تعالى في الآيات الأمثال بهلاك الأمم السابقة ، تنبيها لقريش وأمرا لهم بالاعتبار بمن سبقهم من أمم كافرة ، ولأمرهم أيضا بالاستقامة في طاعة الله والمبادرة إلى الخيرات ، من قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ ... {46} ) إلى قوله تعالى : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ {60} )
الصفحة الأولى
مضمون كل من السور التالية :
سورة الفاتحة ، سورة البقرة ، سورة آل عمران ، سورة النساء ، سورة المائدة ، سورة الأنعام ، سورة الأعراف ، سورة الأنفال ، سورة التوبة ، سورة يونس الصفحة الثانية
مضمون كل من السور التالية :
سورة هود ، سورة يوسف ، سورة الرعد ، سورة إبراهيم ، سورة الحجر ، سورة النحل ، سورة الإسراء ، سورة الكهف ، سورة مريم ، سورة طه الصفحة الثالثة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الأنبياء ، سورة الحج ، سورة المؤمنون ، سورة النّور ، سورة الفرقان ، سورة الشعراء ، سورة النّمل ، سورة القصص ، سورة العنكبوت ، سورة الرّوم الصفحة الرابعة
مضمون كل من السور التالية :
سورة لقمان ، سورة السجدة ، سورة الأحزاب ، سورة سبأ ، سورة فاطر ، سورة يس ، سورة الصافات ، سورة ص ، سورة الزمر ، سورة غافر الصفحة الخامسة
مضمون كل من السور التالية :
سورة فصّلت ، سورة الشورى ، سورة الزخرف ، سورة الدّخان ، سورة الجاثية ، سورة الأحقاف ، سورة محمد ، سورة الفتح ، سورة الحجرات ، سورة ق الصفحة السادسة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الذاريات ، سورة الطور ، سورة النجم ، سورة القمر ، سورة الرحمن ، سورة الواقعة ، سورة الحديد ، سورة المجادلة ، سورة الحشر ، سورة الممتحنة الصفحة السابعة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الصف ، سورة الجمعة ، سورة المنافقون ، سورة التغابن ، سورة الطلاق ، سورة التحريم ، سورة الملك ، سورة القلم ، سورة الحاقة ، سورة المعارج الصفحة الثامنة
مضمون كل من السور التالية :
سورة نوح ، سورة الجن ، سورة المزّمّل ، سورة المدّثر ، سورة القيامة ، سورة الإنسان ، سورة المرسلات ، سورة النبأ ، سورة النازعات ، سورة عبس الصفحة التاسعة
مضمون كل من السور التالية :
سورة التكوير ، سورة الإنفطار ، سورة المطفّفين ، سورة الإنشقاق ، سورة البروج ، سورة الطارق ، سورة الأعلى ، سورة الغاشية ، سورة الفجر ، سورة البلد الصفحة العاشرة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الشمس ، سورة الليل ، سورة الضحى ، سورة الشرح ، سورة التين ، سورة العلق ، سورة القدر ، سورة البينة ، سورة الزلزلة ، سورة العاديات الصفحة الحادية عشر
مضمون كل من السور التالية :
سورة القارعة ، سورة التكاثر ، سورة العصر ، سورة الهمزة ، سورة الفيل ، سورة قريش ، سورة الماعون ، سورة الكوثر ، سورة الكافرون ، سورة النصر الصفحة الثانية عشر
مضمون كل من السور التالية :
سورة المسد ، سورة الإخلاص ، سورة الفلق ، سورة النّاس
مضمون كل من السور التالية :
سورة الفاتحة ، سورة البقرة ، سورة آل عمران ، سورة النساء ، سورة المائدة ، سورة الأنعام ، سورة الأعراف ، سورة الأنفال ، سورة التوبة ، سورة يونس الصفحة الثانية
مضمون كل من السور التالية :
سورة هود ، سورة يوسف ، سورة الرعد ، سورة إبراهيم ، سورة الحجر ، سورة النحل ، سورة الإسراء ، سورة الكهف ، سورة مريم ، سورة طه الصفحة الثالثة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الأنبياء ، سورة الحج ، سورة المؤمنون ، سورة النّور ، سورة الفرقان ، سورة الشعراء ، سورة النّمل ، سورة القصص ، سورة العنكبوت ، سورة الرّوم الصفحة الرابعة
مضمون كل من السور التالية :
سورة لقمان ، سورة السجدة ، سورة الأحزاب ، سورة سبأ ، سورة فاطر ، سورة يس ، سورة الصافات ، سورة ص ، سورة الزمر ، سورة غافر الصفحة الخامسة
مضمون كل من السور التالية :
سورة فصّلت ، سورة الشورى ، سورة الزخرف ، سورة الدّخان ، سورة الجاثية ، سورة الأحقاف ، سورة محمد ، سورة الفتح ، سورة الحجرات ، سورة ق الصفحة السادسة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الذاريات ، سورة الطور ، سورة النجم ، سورة القمر ، سورة الرحمن ، سورة الواقعة ، سورة الحديد ، سورة المجادلة ، سورة الحشر ، سورة الممتحنة الصفحة السابعة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الصف ، سورة الجمعة ، سورة المنافقون ، سورة التغابن ، سورة الطلاق ، سورة التحريم ، سورة الملك ، سورة القلم ، سورة الحاقة ، سورة المعارج الصفحة الثامنة
مضمون كل من السور التالية :
سورة نوح ، سورة الجن ، سورة المزّمّل ، سورة المدّثر ، سورة القيامة ، سورة الإنسان ، سورة المرسلات ، سورة النبأ ، سورة النازعات ، سورة عبس الصفحة التاسعة
مضمون كل من السور التالية :
سورة التكوير ، سورة الإنفطار ، سورة المطفّفين ، سورة الإنشقاق ، سورة البروج ، سورة الطارق ، سورة الأعلى ، سورة الغاشية ، سورة الفجر ، سورة البلد الصفحة العاشرة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الشمس ، سورة الليل ، سورة الضحى ، سورة الشرح ، سورة التين ، سورة العلق ، سورة القدر ، سورة البينة ، سورة الزلزلة ، سورة العاديات الصفحة الحادية عشر
مضمون كل من السور التالية :
سورة القارعة ، سورة التكاثر ، سورة العصر ، سورة الهمزة ، سورة الفيل ، سورة قريش ، سورة الماعون ، سورة الكوثر ، سورة الكافرون ، سورة النصر الصفحة الثانية عشر
مضمون كل من السور التالية :
سورة المسد ، سورة الإخلاص ، سورة الفلق ، سورة النّاس
ليست هناك تعليقات