مضمون سور القرآن الكريم ~ من سورة نوح الى سورة عبس



جاء القرآن ليكون هداية للناس في ظلمات هذه الحياة، ونبراساً يضيء لهم الطريق إلى الدار الباقية. وقد تضمن من الأحكام والأخبار والوصايا ما يرشد الإنسان إلى طريق الخير، ويبعده عن طريق الشر، ويخرجه من ظلمات الجهل، ويأخذ بيده إلى نور العلم.
والمتأمل في سور الكتاب الكريم، والمتدبر لآياته بما تضمنته من أحكام وأخبار ووصايا، يجد أنه اهتم بشكل رئيس بمقاصد هذا الدين عامة، وكلياته الأساسية، ولم يُعرج على تفاصيل الأحكام إلا في مواضع قليلة ومواطن محددة؛ وذلك أن القرآن كتاب كل زمان ومكان، وكتاب الماضي والحاضر والمستقبل، فاقتضى الحال أن يكون خطابه عاماً وكليًّا، وبما هو أساسي ومقصدي، ومن هنا جاءت كل سورة من سوره تبرز مقصداً رئيساً، وهدفاً كليًّا تدور حوله السورة، وتحوم عليه، إبرازاً له وتأكيداً عليه.
وقد تنبه العلماء -المتقدمون منهم والمتأخرون- على المنحى المقصدي في القرآن، فتحدثوا عنه إجمالاً وتفصيلاً، وأصالة وتبعاً، إلى أن تشكل لديهم علم مهم، له ملامحه ومعالمه، وهو علم مقاصد وأغراض سور القرآن.




تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، وقد تناولت تفصيلا قصة نبي الله نوح عليه السلام ، وفي السورة بيان لسنة الله تعالى في الأمم التي انحرفت عن دعوة الله وعقابه الشديد لهم في الآخرة . 
1- ابتدأت بالحديث عن إرسال الله تعالى لنوح عليه السلام وتكليفه بتبليغ الدعوة و إنذار قومه من عذاب الله تعالى ، من قوله تعالى: ( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ ... {1} ) إلى قوله تعالى : ( .. إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {4} ) . 
2- ذكرت بعد ذلك جهاد نوح عليه السلام وصبره في سبيل تبليغ الدعوة ، من قوله تعالى: ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً {5} ) إلى قوله تعالى : ( ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً {9}
3- ذكّرت قومه بإنعام الله عليهم وعظيم فضائله ليجدّوا في طاعة الله ، من قوله تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً {10}‏ ) إلى قوله تعالى : ( وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً {22} ) . 
4- تحدثت عن تمادي قومه عليه وإهلاك الله تعالى لهم بالطوفان ، من قوله تعالى: ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً ... {23} ) ، إلى قوله تعالى : ( .. فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً {25} ) . 
5- ختمت بدعاء نوح على قومه بالهلاك لأن قلوبهم لم تلين ولا انتفعوا بالتذكير ، من قوله تعالى: ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً {26} ) إلى قوله تعالى : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً {28} ‏) .

تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية (الوحدانية – الرسالة – البعث والجزاء ) . ويدور محورها حول الجن وما يتعلق بهم من أمور خاصة بدءا من استماعهم القرآن وحتى دخولهم في الإيمان ، وتناولت بعض الأحداث العجيبة الخاصة بهم كاستراقهم السمع ورميهم بالشهب المحرقة إلى غير ذلك من أخبار . 
1- ابتدأت بالإخبار عن استماع الجن للقرآن وتأثرهم بروعة بيانه حتى آمنوا فور استماعهم له ودعوا قومهم للإيمان ، من قوله تعالى: ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً {1} يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً {2} ) . 
2- تحدثت عن تمجيدهم لله تعالى و إفرادهم له بالعبادة ، من قوله تعالى: ( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً {3} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً {7}
3- تحدثت عن استراق الجن للسمع و إحاطة السماء بالحرس من الملائكة و إرسال الشهب عليهم بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعجبهم من ذلك ، من قوله تعالى: ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً {8} ) ، إلى قوله تعالى : ( وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً {10}
4- ثم تحدثت على انقسام الجن لفريقين : مؤمنين وكافرين ومآل كل منهما، من قوله تعالى: ( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً {11} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً {18} ) . 
5- وانتقلت للحديث عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفاف الجن حوله حينما سمعوه يتلو القرآن ، من قوله تعالى : ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً {19} ) . 
6- أمرت الرسول عليه السلام أن يعلن استسلامه وخضوعه لله وأن يخلص عمله كله لله تعالى ، من قوله تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً {20} ) إلى قوله تعالى : ( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً {25} ) . 
7- ختمت باختصاص الله تعالى بمعرفة الغيب و إحاطته بمعرفة جميع ما في الكائنات ، من قوله تعالى: ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً {26} ) إلى قوله تعالى : ( وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً {28} ‏).

تتناول السورة جانبا من حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في تبتله وطاعته وقيامه الليل وتلاوته لكتاب الله تعالى ، ومحورها يدور حول ذلك ولهذا سميت بالمزمل . 
1- ابتدأت بنداء الرسول صلى الله عليه وسلم نداءً لطيفاً رحيما بعبده الذي كان يجهد نفسه في عبادته ابتغاء مرضاته ، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ {1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً {2} نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً {3} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً {4} إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً {5} ) . 
2- تناولت موضوع ثقل الوحي الذي كلف الله به رسوله ليقوم بتبليغه للناس ، من قوله تعالى : ( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً{6} ) إلى قوله تعالى : ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً {9} ) . 
3- أمرت الرسول بالصبر على أذى المشركين وهجرهم هجراناً جميلاً ، قال تعالى: (   وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً {10} وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً {11} ) . 
4- تحدثت عن وعيد الله تعالى للمشركين بالعذاب والنكال يوم القيامة ، من قوله تعالى : ( إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً {12} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً {19} ‏) . 
5- ختمت بتخفيف الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في قيام الليل في ظروف خاصة رحمة بهم ، ليتفرغوا لبعض شئون الحياة ، من قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ .. {20} ‏) إلى قوله تعالى : ( وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {20} ) .

تتحدث هذه السورة عن جوانب من شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ولهذا سميت بالمدثر . 
1- ابتدأت بتكليف الرسول الكريم بالنهوض بأعباء الدعوة و القيام بمهمة التبليغ بجد ونشاط و إنذار الكفار من عذاب الله ، والصبر على الفجار ، من قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2} ) إلى قوله تعالى : ( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ {7}
2- توالت آيات السورة تهدد المجرمين بيوم عصيب شديد لا راحة فيه ، في قوله تعالى: ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ {8} فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ {9} عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ {10} ) . 
3- تحدثت عن ( الوليد بن المغيرة ) ذلك الفاجر الذي سمع كلام الله ورق قلبه له ولكنه لحبه للزعامة أنكره وقال عنه أنه سحر ، من قوله تعالى: ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً {11} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً {12} ) إلى قوله تعالى : ( إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ {25}
4- تحدثت عن النار التي وعدها الله للكفار وخزنتها وزبانيتها وعددهم ، من قوله تعالى: ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ {26} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ {27} ) إلى قوله تعالى : ( ... وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ {31} ) . 
5- أقسم الله تعالى بالقمر وضيائه والصبح وبهائه على أن جهنم إحدى البلايا العظام ، من قوله تعالى: ( كَلَّا وَالْقَمَرِ {32} وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ {33} وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ {34} ) إلى قوله تعالى : ( فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ {40} عَنِ الْمُجْرِمِينَ {41} ). 
6- تحدثت الآيات عن الحوار الذي يدور بين المسلمين والمجرمين في سبب دخولهم الجحيم ، من قوله تعالى: ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ {42} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {43} ) إلى قوله تعالى : ( فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ {48} ) . 
7- ختمت ببيان سبب إعراض المشركين عن الإيمان ، من قوله تعالى: ( فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ {49} كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ {50} ) إلى قوله تعالى : ( وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ {56} ‏) .

تعالج موضوع البعث والجزاء والذي هو أحد أركان الإيمان ، وتركّز خاصة على القيامة وأهوالها ، والساعة وشدائدها ، وحالة الإنسان عند الاحتضار ، وما يلقاه الكافر من مصاعب ومتاعب ، ولذلك سّميت بسورة القيامة . 
1- ابتدأت بالقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوامة على أن البعث قريب ، من قوله تعالى: ( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ {1} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ {2} ) ، إلى قوله تعالى : ( يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ {6}
2- ذكرت طرفا من علامات ذلك اليوم المهول ، من قوله تعالى: ( فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ {7} وَخَسَفَ الْقَمَرُ {8} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ {15} ) . 
3- تحدثت عن اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بضبط القرآن عند تلاوة جبريل عليه ، فقد كان يجهد نفسه بالمتابعة ، ويحرك لسانه معه ليسرع في الحفظ ، فأمره بالاستماع دون تحريك اللسان ، من قوله تعالى: ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ {16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ {17} ) إلى قوله تعالى : ( كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ {20} وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ {21} ) . 
4- ذكرت انقسام الناس في الآخرة إلى سعداء و أشقياء و أحوالهم في ذلك اليوم العصيب ، من قوله تعالى: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {23} وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ {24} تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ {25}
5- تحدثت عن حال المرء وقت الاحتضار ، حيث يلقى من الكرب والضيق ما لم يكن بالحسبان ، من قوله تعالى: ( كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ {26} وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ {27} ) إلى قوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى {35}
6- ختمت بإثبات الحشر والمعاد بالأدلة والبراهين القاطعة ، من قوله تعالى: ( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى {36} ) إلى قوله تعالى : ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى {40} ‏) .

تعالج هذه السورة أموراً تتعلق بالآخرة وتتحدث عن نعيم المتقين الأبرار في دار الخلد في جنات النعيم . 
1- ابتدأت ببيان قدرة الله في خلق الإنسان في أطوار ، وتهيئته ليقوم بأنواع العبادة المكلف بها ، من قوله تعالى: ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً {1} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً {4}
2- تحدثت عن نعيم أهل الجنة ، في قوله تعالى: ( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً {5} عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً {6}
3- ذكرت أوصاف السعداء بإسهاب ، من قوله تعالى: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً {7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً {9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً {10} ). 
4- أشادت بما لهم عند الله في دار الكرامة من نعيم مقيم ، من قوله تعالى: قال تعالى: ( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً {11} وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً {12}
5- سردت نعيم أهل الجنة في المأكل والمشرب والملبس ومن يخدمهم ،من قوله تعالى: ( مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً {13} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً {22}
6- ختمت بأن هذا القرآن هو تذكرة لمن له قلب يعي أو فكر ثاقب يستضيء بنوره ، من قوله تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً {23} ) إلى قوله تعالى : ( يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً {31}‏ ) .

تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية وتبحث عن شؤون الآخرة ودلائل القدرة والوحدانية وسائر الأمور الغيبية . 
1- ابتدأت بالقسم بأنواع الملائكة المكلّفين بتدبير شؤون الكون على أن القيامة حق ، وأن العذاب واقع بالكافرين، قال تعالى : ( وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً {1} فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً {2} وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً {3} فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً {4} فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً {5}
2- وتحدثت عن يوم القيامة وأهواله وعن ذلك العذاب الذي وعد به المجرمون في ذلك اليوم ، قال تعالى: ( عُذْراً أَوْ نُذْراً {6} إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ {7} فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ {8} ) إلى قوله تعالى : ( كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ {18} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ {19}
3- تناولت دلائل قدرة الله تعالى على إعادة الإنسان بعد الموت ، وقدرته في الخلق ونعمه الكثيرة على البشر ، من قوله تعالى: ( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ {20} فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {21} ) إلى قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً {27} وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ {28}
4- وتحدثت عن مآل المجرمين في الآخرة وما يلقون من عقاب ونكال ، من قوله تعالى: ( انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ {29} ) إلى قوله تعالى : ( فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ {39} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ {40}
5- تحدثت بعدها عن المؤمنين المتقين وما أعده الله لهم من إكرام ، من قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ {41} وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ {42} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ {44}
6- ختمت ببيان سبب امتناع الكفار عن عبادة الله الواحد القهار ، وهو الطغيان والإجرام ، من قوله تعالى: ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِين{45}كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ {46} ) إلى قوله تعالى : ( {49} فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ {50}‏ ).

وسميت بهذا الاسم لأن فيها الخبر الهام عن القيامة والبعث والنشور ، ومحورها يدور حول عقيدة البعث التي طالما أنكرها المشركون . 
1- ابتدأت بالإخبار عن موضوع القيامة والبعث والجزاء الذي تساءل عنه كفار مكة ، قال تعالى: ( عَمَّ يَتَسَاءلُونَ {1} عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ {2} الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ {3} كَلَّا سَيَعْلَمُونَ {4} ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ {5}
2- أقامت البراهين على قدرة الله تعالى في الخلق ، من قوله تعالى: ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً {6} وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً {7} ) إلى قوله تعالى : ( لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً {15} وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً {16}
3- ذكرت البعث وحددت وقته وميعاده ، من قوله تعالى: ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً {17} ) إلى قوله تعالى : ( وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً {20}
4- تحدّثت عن جهنم المعدّة للكافرين وحالهم فيها ، من قوله تعالى: ( إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً {21} ) إلى قوله تعالى : ( فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً {30}‏
5- تحدثت عن المتقين والنعيم الذي ينعم الله تعالى به عليهم في الجنة ، من قوله تعالى: ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً {31} ) إلى قوله تعالى : ( رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً {37}
6- ختمت بالحديث عن يوم القيامة حين يخضع الكون بكل ما فيه لله تعالى وحده ، ويلقى كل امرئ جزاء عمله ويتمنى الكافر لو يموت ويفنى من شدة الحسرة والندم ، قال تعالى: ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً {38} ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً {39} إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً {40} ‏) .

تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، ومحورها يدور حول القيامة وأهوالها ، وعن مآل المتقين ومآل المجرمين . 
1- ابتدأت بالقسم بالملائكة الأبرار وهم يدبرون شؤون الخلق بأمر الله تعالى ، وينـزعون الأرواح كل بحسب عمله ، قال تعالى : ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً {1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً {2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً {3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً {4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً {5}
2- صوّرت يوم القيامة وحال المشركين يوم البعث والنشور ، من قوله تعالى: ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ {6} تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ {7} ) إلى قوله تعالى : ( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ {13} فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ {14}
3- تناولت الحديث عن قصة موسى عليه السلام مع فرعون الطاغية وكيف كان عقابه وذلك للاعتبار ، من قوله تعالى: ( هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى {15}‏ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى {16} ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى {26}
4- تحدثت عن طغيان أهل مكة وذكرتهم أنهم أضعف من كثير من مخلوقات الله ، من قوله تعالى: ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا {27} ) إلى قوله تعالى : ( مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ {33}
5- تنتقل للحديث عن أهوال القيامة وحال الكافر ومصيره ، وحال المؤمن ومصيره ، من قوله تعالى : ( فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى {34} ) إلى قوله تعالى : ( فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {41}
6- ختمت ببيان وقت الساعة الذي استبعده المشركون ، من قوله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا {42} ) إلى قوله تعالى : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا {46} ) .

تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، كما تتحدث عن دلائل القدرة والوحدانية في خلق الإنسان والنبات والطعام ، وفيها الحديث عن القيامة وأهوالها . 
1- ابتدأت بذكر قصة الصحابي الأعمى ( عبد الله بن أم مكتوم ) رضي الله عنه ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حينما أتاه يطلب العلم بينما كان عليه السلام مشغولا مع كبار قريش فعبس في وجهه ، فأتاه العتاب رقيقا من الله تعالى على ذلك ، من قوله تعالى: ( عَبَسَ وَتَوَلَّى {1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى {2} ) إلى قوله تعالى : ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ {15} كِرَامٍ بَرَرَةٍ {16}
2- تحدثت عن جحود وكفر الإنسان بربه مع كثرة النعم ، من قوله تعالى: ( قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ {17} مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ {18} ) إلى قوله تعالى : ( كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ {23}
3- تناولت دلائل قدرة الله تعالى في هذا الكون ، من قوله تعالى: ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ {24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّا ً {25} ) إلى قوله تعالى : ( مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ {32} ) . ختمت ببيان أهوال القيامة وفرار الإنسان حتى من أقاربه فزعا وخوفا ، قال تعالى: ( فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ {33} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} ) إلى قوله تعالى : ( أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ {42} ‏)


الصفحة الأولى
مضمون كل من السور التالية :
سورة الفاتحة ، سورة البقرة ، سورة آل عمران ، سورة النساء ، سورة المائدة ، سورة الأنعام ، سورة الأعراف ، سورة الأنفال ، سورة التوبة ، سورة يونس
الصفحة الثانية
مضمون كل من السور التالية :
سورة هود ، سورة يوسف ، سورة الرعد ، سورة إبراهيم ، سورة الحجر ، سورة النحل ، سورة الإسراء ، سورة الكهف ، سورة مريم ، سورة طه
الصفحة الثالثة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الأنبياء ، سورة الحج ، سورة المؤمنون ، سورة النّور ، سورة الفرقان ، سورة الشعراء ، سورة النّمل ، سورة القصص ، سورة العنكبوت ، سورة الرّوم
الصفحة الرابعة
مضمون كل من السور التالية :
سورة لقمان ، سورة السجدة ، سورة الأحزاب ، سورة سبأ ، سورة فاطر ، سورة يس ، سورة الصافات ، سورة ص ، سورة الزمر ، سورة غافر
الصفحة الخامسة
مضمون كل من السور التالية :
سورة فصّلت ، سورة الشورى ، سورة الزخرف ، سورة الدّخان ، سورة الجاثية ، سورة الأحقاف ، سورة محمد ، سورة الفتح ، سورة الحجرات ، سورة ق
الصفحة السادسة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الذاريات ، سورة الطور ، سورة النجم ، سورة القمر ، سورة الرحمن ، سورة الواقعة ، سورة الحديد ، سورة المجادلة ، سورة الحشر ، سورة الممتحنة
الصفحة السابعة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الصف ، سورة الجمعة ، سورة المنافقون ، سورة التغابن ، سورة الطلاق ، سورة التحريم ، سورة الملك ، سورة القلم ، سورة الحاقة ، سورة المعارج
الصفحة الثامنة
مضمون كل من السور التالية :
سورة نوح ، سورة الجن ، سورة المزّمّل ، سورة المدّثر ، سورة القيامة ، سورة الإنسان ، سورة المرسلات ، سورة النبأ ، سورة النازعات ، سورة عبس
الصفحة التاسعة
مضمون كل من السور التالية :
سورة التكوير ، سورة الإنفطار ، سورة المطفّفين ، سورة الإنشقاق ، سورة البروج ، سورة الطارق ، سورة الأعلى ، سورة الغاشية ، سورة الفجر ، سورة البلد
الصفحة العاشرة
مضمون كل من السور التالية :
سورة الشمس ، سورة الليل ، سورة الضحى ، سورة الشرح ، سورة التين ، سورة العلق ، سورة القدر ، سورة البينة ، سورة الزلزلة ، سورة العاديات
الصفحة الحادية عشر
مضمون كل من السور التالية :
سورة القارعة ، سورة التكاثر ، سورة العصر ، سورة الهمزة ، سورة الفيل ، سورة قريش ، سورة الماعون ، سورة الكوثر ، سورة الكافرون ، سورة النصر
الصفحة الثانية عشر
مضمون كل من السور التالية :
سورة المسد ، سورة الإخلاص ، سورة الفلق ، سورة النّاس

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.