القارئ محمد رشاد الشريف | حفص عن عاصم
بدأ الشيخ محمد الشريف تعلم ترتيل القرآن في سن مبكرة، قرأ على الشيخ حسين أبو سنينة خريج جامعة الأزهر فأجازه بروايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع. أتقن قراءة القرآن وهو ابن ثمانية عشرة ربيعا، متأثرا بقراءة إمام المقرئين في القرن العشرين الشيخ الراحل محمد رفعت، وقد استمع إليه مفتي الخليل الشيخ عبد الله طهبوب في العام 1941 م فأرسله إلى الإذاعة الفلسطينية بمدينة القدس، وهناك سمعه الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان فوافقه على قراءته.
على مستوى الأسلوب الفني للترتيل يلاحظ تشابه كبير في الصوت والآداء بين محمد الشريف وشيخه محمد رفعت الذي استمع إليه في 1943 فشهد له بذلك من خلال الرسالة التي بعث بها إليه ويقول فيها "إني أسمع إلى محمد رفعت الثاني من فلسطين".
عين كقارئ للمسجد الأقصى في العام 1966 م، وكان أيضا يقرأ في الحرم الإبراهيمي بالخليل.
عند انعقاد المؤتمر الإسلامي في جدة عام 1980، كلف وزير الأوقاف الأردني الأسبق كامل الشريف باستدعاء الشيخ محمد الشريف إلى عمان لتسجيل القرآن كاملا بصوته ليوزع في سائر العالم الإسلامي. وقد جرى حديثا إصدار مصحف المسجد الأقصى المرتل بصوته والذي سجل بدار الإذاعة الأردنية، وسمي "المصحف الهاشمي المرتل لبيت المقدس".
شرف الله عز و جل الشيخ محمد الشريف بتعدد المواهب، فقد كان قارئا وأديبا وشاعرا وخطاطا، وله في كل منها ميزة خاصة. فهو يتقن خط الرقعة والثلث والفارسي، وقد قام بتأليف كتاب اللغة العربية للصف الأول بتكليف من وزارة التربية والتعليم الأردنية، هذا إلى جانب مهاراته في نظم الشعر، فقد فاقت قصيدته المشهورة عن المعلم قصيدة أحمد شوقي. وله ديوان لم يطبع بعد، نظرا لتركيزه على علوم القرآن المتعددة.
تشرف الشيخ محمد الشريف بتعليم اللغة العربية والقرآن وعلومه في جامعة الخليل ودور القرآن لأكثر من ثلاثين عاما، وخرج الكثير من الحفاظ والمتقنين للتلاوة، منهم ابنه "معروف" إمام مسجد الملك عبد الله ومؤذن الأذان الموحد في عمان حاليا.
وقد عين الشيخ الشريف المرشد العام من قبل وزارة الأوقاف للإشراف على دور القرآن بالخليل.
دعواتكم لنا في ظهر الغيب
ليست هناك تعليقات